ودع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأهلي، بقيادة الاوروجوانى مارتن لاسارتي، المدير الفني للفريق، دوري أبطال أفريقيا، على يد صن داونز بطل جنوب أفريقيا، بالخسارة بنتيجة مباراتي الذهاب والعودة 5 – 1، ليخرج المارد الأحمر من دور الـ 8 للبطولة الأفريقية، التي يحمل الرقم القياسي، في التتويج بها بـ 8 القاب.
فوز المارد الأحمر، في مباراة العودة بالقاهرة بهدف المغربي وليد أزارو، لم يكن كافيا من أجل العودة وتحقيق المهمة المستحيلة بخطف بطاقة التأهل للدور قبل النهائي لدوري الأبطال، بعد الخسارة التاريخية بخماسية نظيفة، في مباراة الذهاب التي أقيمت في جنوب أفريقيا، والتي كانت تعاني أن الحلم الأحمر تبخر في المنافسة على اللقب الأفريقي.
الخسارة التاريخية
خسارة المارد الأحمر، بطاقة الصعود للدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا، كان السبب الأساسي فيه، الهزيمة المذلة في مباراة الذهاب بخماسية، والتي كانت بمثابة خروج إكلينيكيا للأهلي، قبل مواجهة صن داونز في القاهرة، لصعوبة تعويض النتيجة القاسية، حيث كانت مباراة الإياب بمثابة مهمة انتحارية للاعبي الأهلي، في ظل مواجهة منافس منظم يضم مدير فني كفء ومجموعة من اللاعبين المميزين وحارس مرمي هو الأفضل في القارة السمراء.
وكان الحديث عن تحقيق الأهلي، ريمونتادا تاريخية على ملعب برج العرب خلال مباراة العودة، بمثابة حلم صعب تحقيقه، وهو ما حدث بالفعل من خلال تحقيق الفوز بهدف وحيد في مباراة كان الاستحواذ والافضلية والسيطرة للاعبي الأحمر، لكنهم فشلوا في ترجمة الفرص الى أهداف.
سقوط الأهلي الكارثي في جنوب أفريقيا، جعل مهمة الأحمر في مباراة الإياب شبه مستحيلة، وكان الحديث عن استعاده الكبرياء المفقود بعد خماسية مباراة الذهاب، لكن الفوز بهدف دون رد لم يكن كافيا لتحقيق الهدف المنشود، حيث لا تزال مرارة الخماسية كبيرة، في ظل اكتفاء لاعبي الأهلي بالفوز بهدف دون رد.
لعنة النجمة التاسعة
يبدو أن لعنة النجمة التاسعة تلاحق المارد الأحمر، والذى كان يسعي للتتويج باللقب الأفريقي الغائب عن جدران النادي من موسم 2013، حيث كانت أخر بطولة دوري أبطال توج بها الأحمر، وذلك على حساب اورلاندو باتريس بطل جنوب أفريقيا، لكن يظل الحلم الأهلاوى صعب المنال، وذلك بعد توديع النسخة الحالية من دور ال 8 على يد صن داونز، وكان الفريق خلال النسختين الماضيتين قد تأهل الى المباراة النهائية، وخسر اللقب مرتين على يد الوداد المغربي وبعده على يد الترجي التونسي، لتظل النجمة التاسعة تعاند المارد الأحمر وجماهيره، والتي كانت تري فريقها قادرا على التتويج باللقب الموسم الحالي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن بتوديع البطولة من دور ال 8.
وجاء توديع دوري الأبطال في النسخة الحالية، قاسيا علي الجماهير والإدارة الحمراء، بسبب فضيحة جنوب أفريقيا، والخسارة بخماسية تعد الأكبر في القلعة الحمراء والكرة المصرية.
مارتن لاسارتى بدون بصمة
ظهر الاوروجواني مارتن لاسارتي، المدير الفني للمارد الأحمر، خلال مشواره الأفريقي مع الفريق، دون المستوي وامكانياته لا ترتقي لطموحات وأحلام الجماهير الاهلاوية، التي كانت تعول عليه كثيرا من أجل قيادة الفريق الى منصة التتويج الأفريقي، لكن اللقاءات الافريقية أثبت أفتقد مارتن لاسارتي للعديد من الأمور التى تجعله المدير الفني المثالي للقلعة الحمراء.
وكشفت العديد من اللقاءات الأفريقية، أن مارتن لاسارتي يفتقد الجراءة الهجومية واختيار التشكيل المثالي وطريقة اللعب التى تتناسب مع المباريات.
ويعد مارتن لاسارتي، ابرز الأسباب في توديع المارد الأحمر لدوري أبطال أفريقيا من خلال فشله في قيادة المارد الأحمر خلال مباراة الذهاب أمام صن داونز، والتي جعلت الأهلي يتعرض لأكبر خسارة في تاريخه بخماسية، جعلت مهمة العودة شبه مستحيلة.
وبلغة الأرقام نجد أن مارتن لاسارتي، قاد الأهلي في 8 مباريات، 6 مواجهات في دور المجموعات ومباراتين في دور الـ 8، وفشل في 4 مباريات خارج أرضه في تحقيق الفوز، حيث تعرض لثلاث هزائم، وتعادل، ليحقق أسوأ نتائج للمارد الأحمر تحت قيادته، لتكون هناك حالة من الغموض حول مصيره مع القلعة الحمراء خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن السقوط الأفريقي اصاب الادارة والجماهير الاهلاوية بحالة من الغضب الشديد، لفشله في قياده الفريق للتتويج الى منصة البطولات الأفريقية مرة أخري.
صفقات الملايين
فشلت الصفقات السوبر التي قامت ادارة الأهلي خلال الانتقالات الشتوية الماضية بإبرامها في استعاده بريق الأحمر الأفريقي، وكان المجلس الأحمر في يناير الماضي أبرام تعاقدات بما يقرب من 250 مليون جنية، بالتعاقد مع حسين الشحات ورمضان صبحي وياسر ابراهيم ومحمود وحيد وحمدي فتحي ومحمد محمود وجيرالدو، من أجل استعادة البريق واللمعان الأفريقي، لكان جاءت الريح بما لا تشتهي السفن، بخروج الفريق من دور ال 8 على يد صن داونز.
الصفقات القوية التي كانت مطلب الجماهير الأهلاوي، لم تقدم المردود الجيد والمميز، خلال المشوار الأفريقي، حيث لم تصنع الفارق الكبير المتوقع، ليجد الـأحمر نفسه خارج البطولة من دور ال 8، في صفعة قوية للجماهير والادارة الاهلاوية التي كانت تنتظر الكثير من هؤلاء النجوم.
والأمر المؤكد أن الفترة المقبلة، سوف تشهد إعادة مجلس الأهلي حساباته في العديد من نجوم الفريق، والذين فشلوا في التعبير عن ذاتهم وامكانياتهم بشكل جيد، وتسببوا في الخروج الأفريقي مبكرا، في الوقت الذى تواجد فيه الفريق خلال النسختين الماضيتين في المباراة النهائية.
نتائج غير جيدة
مشوار المارد الأحمر، في رحلة البحث عن النجمة التاسعة، والتي لم تكتمل بتوديع الفريق دوري أبطال أفريقيا، بالخروج من دور ال 8 على يد صن داونز، شهدت نتائج غير جيدة للفريق الأهلاوى، حيث خاض الفريق خلال مشواره بداية من دور ال 32 الى دور ال 8، 10 مباريات وجاءت المحصلة تحقيق الفريق 5 انتصارات في المباريات التي أقيمت على ملعبه بالقاهرة، وفشل في تحقيق أي انتصار في المواجهات خارج ملعبه، حيث تعرض ل 4 هزائم وحقق تعادل وحيد.
وشهد مشوار الأحمر في البطولة العديد من الأرقام السلبية في النسخة الحالية كان ابرزها، تعرض الأهلي خلال مشواره في البطولة لأكبر هزيمة في تاريخه، في دور ال 8 من صن داونز في مواجهة الذهاب بخماسية نظيفة.
كما فشل خلال ال 5 مباريات التي خاضها، خارج ملعبه في البطولة لتحقيق أي انتصار، محققا تعادل و4 هزائم، ولأول مرة يتعرض الأهلي الى 3 هزائم متتالية في المباريات التي خاضها خارج ملعبه، بالخسارة من سيمبا، فيتا كلوب، صن داونز
وسجل الأهلي هدف وحيد في المباريات الخمسة التي خاضها خارج ملعبه، في شباك شبيه الساورة الجزائري، واهتزت شباك الفريق الأحمر في جميع المباريات التي خاضها خارج ملعبه ب 9 أهداف وجاء توديع المارد الأحمر البطولة الأفريقية من دور ال 8، بعد تواجده في اخر نسختين بالمباراة النهائية.
القاتل باكاري جاساما
لعب الحكم الجامبي باكاري جاساما، دورا مؤثرا وبارزا، فى سقوط الأهلى فى دورى أبطال أفريقيا، مرتين، فى ظل القرارات التحكيمية السيئة له، ضد لاعبي الأهلي، والتى كان لها دورا فى ابعاد الأحمر، عن اللقب الافريقي.
فى مواجهة صن داونز، قام الحكم الجامبي، بإلغاء هدف صحيح سجله اللاعب النيجيري، جونيور أجاي، فى بداية الشوط الثانى، بداعى التسلل، تغاضيه عن احتساب ضربة جزاء، لمصلحة المغربي وليد ازارو.
واشهر الحكم الجامبي، خلال اللقاء، 5 بطاقات صفراء، للاعبي الأهلي، فى المقابل لم يشهر أي بطاقة صفراء، لاى لاعب من فريق صن داونز.
باركاري جاساما، لا يرتبط مع الأهلي بذكريات سعيدة، حيث أدار قبل ذلك لقاء نادي القرن ضد فريق الوداد المغربي والذى شهد العديد من الأخطاء التحكيمية والقرارات غير معلومة السبب والتي أثرت على النتيجة في مباراة انتهت بفوز بطل المغرب بهدف دون رد منحه لقب البطولة قبل الماضية.
دموع الخطيب
للمرة الثانية على التوالي يتبخر، حلم محمود الخطيب رئيس الأهلي، في التتويج بلقب بطولة دورى ابطال افريقيا، حيث كانت المرة الأولى بتوديع البطولة في نسختها الماضية على يد فريق الترجي في المباراة النهائية.
وجاءت صدمة الخطيب تلك المرة أقوى وأعنف، حيث ظهر التأثر واضحا حاليا، من ملامح الحزن وانهمرت الدموع منه بعد توديع النسخة الحالية، على يد فريق صن داونز، خاصة وأن قام بتدعيم صفوف الفريق بالعديد من العناصر المميزة للغاية، وبصفقات سوبر ستار من أجل تحقيق حلم البطولة الأفريقية، ولكنه لم يكن يتوقع على الإطلاق تلك الخسارة القاسية من صن داونز بخماسية في جنوب أفريقيا، وتبخر حلمه للموسم الثاني على التوالي في التتويج بلقب دوري الأبطال.
وفاء جماهير الأهلي
ضربت جماهير القلعة الحمراء، خلال التواجد في مدرجات برج العرب، بأعداد تتجاوز ال 45 ألف متفرج، الالتزام والانضباط، ولم يكن هناك أي خروج عن النص، رغم الاخطاء التحكيمية الفجة من الحكم الجامبي بكارى جاساما.
وكانت جماهير الأهلي، في قمة الالتزام طوال اللقاء والتشجيع المثالي، قبل المباراة وبعدها وتحفيز اللاعبين، ورغم توديع الأهلي البطولة الأفريقية الا أن الجماهير الاهلاوية بعد اللقاء كانت حريصة على تشجيع اللاعبين وتحفيزهم والشد من ازراهم ومسانداتهم.
الحضور الكبير من الجماهير الاهلاوية، في مدرجات برج العرب رغم صعوبة المهمة أمام صن داونز، كانت بمثابة رسالة قوية وحاسمة، بانهم قوة المارد الأحمر، ولن يتخلوا عنه في الظروف الصعبة، وعلى ثقتهم في قدرات وامكانيات لاعبي الفريق للعودة مرة أخري للبطولات، وكان الهتاف المباشر بعد توديع البطولة مطالبة اللاعبين بالتتويج بلقب بطولة الدوري المصري، والحفاظ على الصدارة، والتأكيد بأن ما حدث مجرد كبوة عارضة.