ما أشبه الليلة بالبارحة.. تمر الأيام والسنوات ويبدو ان الظروف المحيطة بالمنتخب الوطني قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة والمقرر اقامتها على الأراضي المصرية خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو القادمين، تتشابه إلى حد بعيد مع تلك التي أحاطت بمنتخب الفراعنة قبل نهائيات كان 2006 والتي استضافتها أيضًا مصر.
من عايش الظروف والأحداث التي مر بها منتخب حسن شحاته قبل بطولة 2006، سيجد أوجه شبه كثيرة مع الظروف والأحداث التي يمر بها منتخب المكسيكي خافيير اجيري قبل انطلاق بطولة الأمم الفريق 2019، والتي يمكن تفصيل اهمها فيما يلي:
المدير الفني
كلال المدربان - شحاته واجيري - قدما إلى تدريب منتخب مصر عقب خيبة امل كبيرة مع المدربيين الذين سبقوهما في قيادة الفراعنة فالأول خلف الإيطالي ماركو تارديللي الذي فشل في قيادة المنتخب للتاهل لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، قبل ان تتم الاستعانة بشحاته لاستكمال ما تبقى من التصفيات، والثاني خلف الأرجنتيني هيكتور كوبر بعد فضيحة المونديال والخروج بدون أي نقطة ايجابية تذكر حيث خسر الفراعنة جميع مبارياتهم في المونديال وحلوا في المرتبة قبل الأخيرة من بين الدول المشاركة في الحدث العالمي.
الثقة في المدير الفني
في عام 2006 قوبل قرار عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المصري المعين في ذلك الوقت بتعيين حسن شحاته لقيادة المنتخب بشكل رسمي وخوضه نهائيات كأس الأمم على رأس القيادة الفنية للفراعنة، بحالة عضب شديدة من الجماهير المصرية كون المدير الفني يفتقد الخبرة الكافية لتولى تلك المسئولية، وهو ما يتشابه كثيرًا مع موجة الغضب التي صاحبت تعيين المدرب المكسيكي بسبب قلة خبرته في كرة القدم الإفريقية بالإضافة إلى اتهامه من قبل بالتلاعب في نتائج المباريات عندما مان يعمل في الدوري الإسباني.
جيل جديد من اللاعبين
أخذ حسن شحاته في عام 2006 على عاتقة بناء جيل جديد للفراعنة، كان قوامه في الغالب من منتخب الشباب الذي كان يشرف على تدريبه عام 2003 وتوج معه ببطولة إفريقيا، وكان ابرز عناصره عماد متعب وعمرو زكي ومحمد عبدالوهاب وحسني عبدربه وأحمد فتحي، وهي نفس التجربة التي يمر بها أجيري حاليًا بمحاولة بناء جيل جديد للفراعنة قادر على العطاء حتى 2022، بالإعتماد على عدد كبير من اللاعبين الصغار مثل باهر المحمدي ومحمد محمود وصلاح محسن ومحمد هاني وطاهر محمد طاهر واسرم جابر.
أبوتريكة وعمار حمدي
وضع حسن شحاته في عام 2006، ثقته الكاملة في اللاعب محمد أبوتريكة المنضم قبل موسمين للنادي الأهلي من نادي الترسانة ولم يتوقع أحد في ذلك الوقت ان يؤدي بهذا الشكل الرائع حيث كانت تحيط به دائمًا اتهامات بأنه لاعب محلي وغير دولي، إلى ان اثبت عكس ذلك وبات أحد أهم لاعبي الكرو المصرية عبر التاريخ، وبالنظر إلى فترة اجيري الحالية سنجد أقرب مثال لأبوتريكة في الجيل الحالي (نكرر أقرب مثال) هو عمار حمدي الذي انتقل على سبيل الإعارة في الشتاء الماضي لنادي الاتحاد السكندري واستطاع ان بلفت نظر المدير الفني المسيكي الذي وضع فيه ثقته الكاملة وأشركة في مواجهة النيجر الأخيرة وقدم اداء اكثر من رائع للاعب يلعب أولى مبارياته الدولية مع المنتخب خارج أرضه.
الملاعب
عانت الكرة في مصر على مستوى الدوري وكأس مصر والبطولات الإفريقية في عام 2006 من الملاعب التي كانت تقام عليها المباريات بسبب غلق الملاعب التي كانت مخصصة لاستضافة نهائيات الأمم الأفريقية، وهو نفس الحال الذي تعيشه الكرة في مصر حاليًا حيث تعاني جميع أنديىة الدوري من سوء ارضية الملاعب بعد غلق الاستادات المخصصة لاستضافة البطولة القادمة 2019، الأمر الذي دفع الاتحاد الإفريقي لمطالبة الاتحاد المصري بضرورة تغيير ملعب الجيش ببرج العرب الذي كان يعد احد افضل الملاعب من حيث الأرضية والتجهيزات اللوجيستية خلال مواجهات الأهلي والزمالك بالبطولات الإفريقية بسبب سوء أرضية الملعب.
والسؤال الذي يطرح نفسح حاليًا، هل ستكتمل الصورة وتتسق اوجه التشابه مع بعضها ويتوج المنتخب المصري ببطولة الأمم الإفريقية المقبلة 2019، كما توج بها جيل 2006 مع المعلم حسن شحاته؟؟..