بات المصري محمد صلاح نجم ليفربول الأنجليزي أمام نقطة فارقة في مسيرته الكروية بالملاعب الأوروبية بعد التراجع غير المسبوق في مستواه خلال الفترة الأخيرة وغيابه عن التهديف لمباريات طويلة لم تحدث له من قبل رفقة الريدز.
دخل محمد صلاح في نفق مظلم منذ ما يقرب من 10 مباريات لفريقه خلال الفترة الأخيرة في مختلف البطولات إذ لم يتمكن من تسجيل غير هدف في تلك المواجهات العشرة، وهو معدل مريع مقارنة بمعدل أهدافه الموسم الماضي الذي كان الأول له مع الفريق الإنجليزي.
سرعة الصاروخ
على مدار موسم كامل ماضي بزغ اسم محم صلاح كأحد النجوم الصاعدين بسرعة الصاروخ في عالم كرة القدم الأوروبية بعدما تمكن من تسجيل 32 هدف في بطولة الدوري الإنجليزي بات بهم الهداف التاريخي لموسم واحد من البطولة الإنجليزية، وتسجيله اكثر من اربعين هدف في جميع البطولات مع الريدز، فضلًا عن قيادته للحمر للوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، الأمر الذي دفع الكثيرون يضعونه في مقارنة مباشرة مع الثنائي الخرافي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
الجميع بما فيهم عشاق صلاح المصريين والعرب لم يعد يكفيهم أن يظهر نجم الريدز بمستوى جيد في المباريات دون الخروج بأي أهداف، فسقف الطموح ارتفع والمقارنة بأساطير كرة القدم بات أمرًا طبيعيًا مع النجم المصري، الذي بات امام مفترق طرق إما ان يستعيد مستواه وذاكرته التهديفية ويحسن ظن الكثيرين به أو يستمر في النفق المظلم الذي سيودي به إلى الهاوية، فعلى قدر ما ارتفع الطير تكون سقطته قاتلة.
نجاحات مذهلة
تراجع مستوى صلاح خلال الفترة الأخيرة أصبح برهانًا أمام كارهي النجم المصري الذين قللوا من نجاحاته المذهلة الموسم الماضي في الملاعب الإنجليزية والأوروبية، على انه نجم الموسم الواحد وانه لن يستمر على الأداء المميز لعدة مواسم متواصلة على غرار النجوم الكبار.
يوم بعد آخر ومباراة بعد أخرى نجد سهام نقد لاذعة توجه من كل صوب وحدب للفرعون المصري، عبر تقارير صحفية ومقالات رأي من نجوم كبار ومحللين لهم باع في عالم الساحرة المستديرة، لما لا وهو النجم الذي فرض اسمه على الجميع الموسم الماضي بأهدافه وأخلاقه، لذا نجدها انتقادات منطقية فعلى قدر العطاء يكون الانتقاد.
وفي ضوء ذلك وجب على محمد صلاح التغلب على كافة الظروف والتحديات الجمة التي خلقها بنفسه حوله، وأن يكون على قدر الثقة التي منحها له غالبية الشعب المصري عبر طوائفه المختلفة، ويحاول استعادة تركيزه واستغلال فترة التوقف الدولي الحالي والتي لم يستدع فيها لمعسكر المنتخب الوطني من اجل تعويض ما فاته، وإلا سيتحول ما بناه على مدار مواسم طويلة من الاحتراف، كان الموسم الماضي حبة الكريز فيها.