لم يكن مستغربا أن يصعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك ، الى دور الـ 8 لبطولة الكونفدرالية الأفريقية ، متربعا على عرش المجموعة الرابعة برصيد 9 نقاط ، رغم محاولات استغلال سقوط الفريق خلال الثلاث جولات الأول أمام جورماهيا ونصر حسين داي وبترو أتليتكو ، وحصد نقطتين فقط لا غير من أصل 9 نقاط ، للتشكيك في إمكانيات مواصلة الفارس الأبيض المشوار الأفريقي ، وعبور دور المجموعات والتواجد مع ثمانية أندية تتنافس على الصعود للمربع الذهبي والمباراة النهائية .
الملحمة الزملكاوية خلال الدور الثاني لدور المجموعات ، والفوز على بترو اتليتكو الأنجولي على ملعبه ، واكتساح جورماهيا الكينى بالقاهرة ، وعبور موقعة نصر حسين داي بالجزائر بالتعادل السلبي ، لم تكن ضربة حظ أو أمر تحقق بالصدفة ، بل درس بكل المقاييس في الإصرار والعزيمة والروح القتالية والدعم والمساندة والاستقرار والهدوء .
المنظومة الرياضية داخل الزمالك ، بداية من رئيس مجلس الإدارة ، وأعضاء المجلس ، وأمير مرتضى منصور المشرف العام على قطاع الكرة ، والجهاز الفني للفريق بقيادة السويسري كريستيان جروس ، ولاعبي الفريق ، خلال الدور الثاني لدور المجموعات نجحوا في تحقيق ريمونتادا تاريخية بمعنى الكلمة وتحقيق 7 نقاط من أصل 9 نقاط ، أخرصت جميع الألسنة التي كان تشكك في أمكانية وقدرات الفارس الأبيض في التأهل لدور الـ 8 للبطولة الأفريقية .
مساندة الرئيس
قدم رئيس الزمالك ، درسا في تقديم الدعم والمساندة ، للجهاز الفني للفريق واللاعبين ، وكانت الجلسات الخاصة له معهم ، بمثابة الباب السحري لاستعاده الفريق توازنهم بعد البداية الضعيفة والمتواضعة والخسارة من جورماهيا وتعادلين بالقاهرة أمام نصر حسين داي وبترو اتليتكو .
كلمات رئيس الزمالك التحفيزية للاعبي الفريق وتأكيداته باستمرار الجهاز الفني لنهاية عقده ، وأنه لا توجد أي نيه على الإطلاق في رحيل جروس ، كانت بمثابة دعم معنوي قوى ، وغلق الباب أمام محاولات تشتيت تركيز اللاعبين والجهاز الفني من خلال الأخبار المضروبة والمغلوطة والتي لا أساس لها من الصحة عن التفاوض مع مدربين لخلافه المدير الفني الحالي ، وهو الأمر الذى نفاه رئيس النادي بشكل قاطع ونهائي بانه لا توجد أي نيه على الإطلاق للتغيير .
الدعم والمساندة الكاملة من رئيس الأبيض ، لم تكن قاصرة على الدعم المعنوي فقط ، بل كانت المكافآت سلاح لتحفيز اللاعبين لتحقيق الانتصارات واستعاده التوازن بالمجموعة المعقدة ، وكانت ضربة البداية أمام بترو اتليتكو الأنجولى في لواندا ، ثم الفوز على جورماهيا بالقاهرة ، وتخطى عقبة نصر حسين داي بالجزائر بالتعادل سلبيا ، ليخطف الفريق بطاقة الصعود لدور الـ 8 للكونفدرالية الأفريقية ، والصعود أول المجموعة الرابعة برصيد 9 نقاط .
كما كان رئيس النادي ، خلال سفريات الفريق الخارجية على توفير طائرة خاصة لهم ، من أجل التغلب على الإرهاق والإجهاد ، خاصة وأن السفريات في أدغال أفريقيا لا تقل عن 18 ساعة ، وهو الأمر الذى تغلبت عليه الإدارة الزملكاوية من خلال الطائرة الخاصة ، والتي جعلت الجهاز الفني يشيد بهذا التصرف ودوره في عدم تعرض لاعبي الفريق لإرهاق .
دعم المشرف العام :
في ظل احاديث البعض أن فريق الكرة ، بعد الظهور الباهت خلال أول 3 جولات بدور المجموعات والحصول على نقطتين فقط ، بانه أصبح خارج الكونفدرالية الأفريقية ، كان أمير مرتضى منصور ، المشرف العام على قطاع الكرة بالنادي ، لديه ثقة كامله في عودة الفريق للمنافسة وأن حسم بطاقة الصعود بتلك المجموعة لن يتم حسمه الا في الجولة السادسة والأخيرة .
دعم المشرف العام على قطاع الكرة ، ظهر من خلال أحاديثه مع اللاعبين وأفراد الجهاز الفني للفريق ، بقدراتهم على العودة لأجواء البطولة بمنتهى القوة ، ونجح في لم شمل اللاعبين من خلال تحفيزية الدائم لهم وأحاديثه لهم بأنهم يملكون من الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهم للتتويج بالبطولة ، وأن ما حدث خلال الجولات الثلاث الأولي ، قادرين على تجاوزه والصعود الى دور الـ 8 .
ثقة أمير مرتضي ، في قدرات الزمالك على تخطى دور المجموعات والصعود لدور الـ 8 ، جعله حريصا على توفير الهدوء والاستقرار وإبعاد اللاعبين والجهاز الفني عن محاولات التي كانت تشكك في مواصلة الفريق مشواره الأفريقي ، وبالفعل استطاع المشرف العام على خلق دوافع لدي اللاعبين من أجل تجاوز البداية غير الموافقة خلال الجولات الثلاث الأولي ، والعودة بمنتهي القوة خلال الثلاث جولات الأخيرة ، والتي حقق خلالها الفارس الأبيض ريمونتادا مميزة .
دور أعضاء المجلس :
تواجد أعضاء مجلس ادارة الزمالك في سفريات الفريق الخارجية ، بداية من المستشار أحمد جلال نائي الرئيس ، وإسماعيل يوسف وهاني زاده وعلاء مقلد ، ومعهم أمير مرتضى المشرف العام على قطاع الكرة ، كان له دورا ايجابيا وبارزا في توفير أجواء من الانضباط والالتزام داخل فندق إقامة اللاعبين ، حيث كان هناك حرص على توفير الهدوء من أجل تركيز اللاعبين والجهاز الفني ، وعدم تشتيت تركيزهم باي أشياء أو أمور خارج التفكير في ال 90 .
ولعب أعضاء ادارة الزمالك ، خلال السفريات الخارجية ، دورا ملموسا في التغلب على أي صعاب أو معوقات تواجه الفريق خلال تلك الرحلات ، وهو ما ظهر بشكل كبير خلال رحلة الفريق الى أنجولا ، والجزائر واللتين كانا لهما دورا كبيرا وواضحا في صعود الفريق الى دور الـ 8 ، حيث كانت هاتين الرحلتين بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة للفريق ، وبالفعل كانت رحلة أنجولا والجزائر قمة في الانضباط والتركيز ، وهو ما أنعكس بالإيجاب على اللاعبين وأدائهما داخل المستطيل الأخضر ، رغم الضغوط الكبيرة التي خاضوا فيها اللقاءين أمام بترو اتليتكو الأنجولي ، ونصر حسين داي الجزائري .
الروح القتالية :
نجح لاعبو الزمالك خلال الثلاث مواجهات الأخيرة بدور المجموعات أمام بترو اتليتكو الأنجولي وجورماهيا الكينى ونصر حسين داي ، تقديم ملحمة قوية ومميزة ، من خلال التحلي بالروح القتالية العالية واللعب بروح الفانلة البيضاء ، والإصرار على تحقيق الفوز من أجل استكمال المشوار الأفريقي والصعود لدور الـ 8 ، ومصالحة مجلس الإدارة والجماهير البيضاء ، بعد العروض غير الجيدة في بداية المشوار الأفريقي .
270 دقيقة تاريخية للاعبي الزمالك ، في دور المجموعات بالكونفدرالية ، كانت كفيلة للرد على المشككين والحاقدين ورسالة قوية بأن الفارس الأبيض ، قادم بمنتهى القوة من أجل التتويج بلقب الكونفدرالية الأفريقية ، وأن الصعود الى دور الـ 8 ، بداية المشوار الحقيقي من أجل تحقيق حلم البطولة الأفريقية التي ينتظرها 40 مليون زملكاوي ، لديهم ثقة في أمكانيات وقدرات نجومهم .
لاعبو الملكي نجحو في تعويض ضربة البداية الباهت ، وحصد نقطتين فقط خلال أول 3 مواجهات بالمجموعة الرابعة ، للعودة بمنتهى القوة وفتح أبواب مدرسة الفن والهندسة داخل مصر وخارجها ، والحصول على بطاقة الصعود لدور الـ 8 للبطولة الأفريقية .
عودة الفارس الأبيض للبطولة الأفريقية من الباب الضيق ، أكبر دليل على امتلاك الفريق مجموعة من اللاعبين السوبر ستار ، وعناصر مميزة قادرة على الظفر باللقب الأفريقي ، خاصة وأن الفريق كان مرشحا من قبل انطلاق دور المجموعات للتواجد في المباراة النهائية ، ولولا عدم التوفيق وسوء الحظ وحالة الاستهتار والرعونة وبعض الأخطاء الساذجة لحسم الفارس الأبيض بطاقة التأهل مبكرا وعدم الانتظار الى الجولة الأخيرة .
علاج السلبيات :
يحسب للجهاز الفني للفريق ، بقيادة السويسري كريستيان جروس ، المدير الفني للفريق ، خلال الثلاث جولات الحاسمة والمصيرية في دور المجموعات أمام كلا من بترو أتليتكو الأنجولي ، وجورماهيا الكيني ، ونصر حسين داي ، في علاج الأخطاء والسلبيات التي ظهرت خلال أول ثلاث مواجهات للفريق أمام تلك الأندية ، وساهمت حالة التركيز التي سيطرت على الجهاز الفني للفريق ، ودراسة الأندية المنافسة بشكل جيد ، واختيار التشكيل المناسب وإجراء التغيرات في التوقيت المناسب ، ومنحة الثقة لجميع لاعبي الفريق ، في حدوث انتفاضة كروية ، وثورة تصحيح بالفريق كان لها مفعول السحر ، في عودة الفارس الأبيض الى البطولة الأفريقية .
حرص جروس ، على التعامل بشكل جيد وبنوع من التركيز مع المواجهات الثلاثة بالمجموعة ، كان المفعول السحري في استكمال المشوار الأفريقي والتواجد في دور ال 8 ، وهو أمر يحسب للسويسري التعلم من أخطائه وتصحيحها وتطوير أداء الفريق واستخدام العناصر الرابحة التي تجعله يحقق الانتصارات .