لا تزال كرة القدم المصرية تبحث عن ضالتها في مركز المهاجم الصريح في ظل الأزمة التي يعاني منها المنتخب الوطني على مستوى التهديف، بعد اعتزال الثنائي عماد متعب وعمرو زكي، والاعتماد على أكثر من لاعب لم يثبت أيًا منهم جدارته في شغل ذلك المركز الهام، أمثال باسم مرسي وأحمد حسن كوكا وعمرو جمال وأخيرًا مروان محسن الذي يسير على خطوة ويترك الأخرى.
في خضم تلك الرؤية المعتمة بزغت نقطة مضيئة، قادمة من مدينة الجونة الساحرة، تستمد مداها من النجم الشاب أحمد ياسر ريان نجل ياسر ريان الظهير الطائر للنادي الأهلي في التسعينات، الذي منح أمل كبير في ميلاد مهاجم كبير قادر على قيادة هجوم منتخب مصر خلال الفترة القادمة.
أحمد ياسر ريان صاحب الـ 21 عامًا، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، خرج رفقة الثلاثي أحمد حمدي وأكرم توفيق ومحمود الجزار، على سبيل الإعارة لنادي الجونة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ليتحرر من كم هائل من الضغوطات اتضح أنها كانت تفقده 50% من امكاناته عندما كان يلعب ضمن صفوف الفريق الأحمر، ويقدم أداءً رائعًا أزاح الغبار عن موهبة كادت أن تندثر مبكرًا.
لما لايتوقع الكثيرون تألق أحمد ياسر ريان وهو يمتلك ضمانات الإبداع الكروي من جينات والده ياسر ريان الذي تميز بأخلاقة قبل موهبته الكبيرة في مركز الظهير الأيسر والسرعة الكبيرة التي لقب بسببها بـ "النفاثة"، فضلًا عن تميزه عن والده بالطول واللعب بكلتا قدميه اليمنى واليسرى بشكل مميز، وهي مواصفات نفتقدها بشكل كبير في لاعبي مركز المهاجم الصريح حاليًا.
اعتماد القطبين الأهلي والزمالك في مركز المهاجم الصريح على لاعبين أجانب، المغربي وليد أزارو في الأول والمغربيات الآخران خالد بو طيب وحميد أحداد في الثاني، سلط الضوء بدرجة أكبر على تألق أحمد ياسر ريان خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعدما تمكن من تسجيل أربعة اهداف وصناعة آخر في خمس مباريات فقط خاضها مع الجونة، على امل أن تستمر انطلاقة اللاعب الشاب ويكمل مسيرته مع النادي الساحلي بنجاح حتى نهاية الموسم، ورفقة الأهل بداية من الموسم المقبل عقب نهاية اعارته.
وفي المقابل فان طريق عودة أحمد ياسر ريان للأهلي الموسم المقبل ليس مفروشًا بالورود، في ظل كتيبة تتواجد حاليًا في الخط الأمامي للفريق الأحمر، ويأتي في مقدمتهم وليد أزارو ومروان محسن الذي بدأ يتحسس طريقه نحو التألق تحت القيادة الفنية الجديدة للأورجواياني مارتن لاسارتي، بالإضافة إلى الشاب الآخر صلاح محسن صاحب الـ 21 عامًا القادم في صفقة مدوية الموسم الماضي من نادي إنبي ولم يأخذ الفرصة كاملة هو الآخر حتى الأن مع الفريق.
والسؤال الأن هل يستمر أحمد ياسر ريان على نفس المستوى الحالي من التألق، أم يخفت بريقه خلال الفترة المقبلة كسابقيه الذين اصابتهم لعنة عماد متعب وعمرو زكي، هذا ما ستجيب عليه الأيام المقبلة.