دعونا نستمتع بأعظم مباراة في كرة القدم الليلة، حتي لو تابعناها و نحن في القاهرة من تحت البطاطين، و الألحفة، أو في الشوارع ، أو علي المقاهي، أو في أي مكان، لابد أن سخونتها و حرارتها و قوتها ستمدنا بالدفء الكبير، و سننسي سقيع القاهرة.
بالطبع الكل عرف الآن عمن اتحدث .. عن ليفربول و مانشيستر سيتي، فهذه مباراة من العيار الثقيل، و لن أكون مبالغا اذا قلت أنها الليلة أهم مباراة في العالم، لأنها بين أقوي فريقين في أقوي دوري علي وجه الأرض.
بالطبع كل المصريين كعاتهم سيكونوا في الميعاد تماما في العاشرة مساء اليوم، الخميس، أمام شاشات التليفزيون سواء في منازلهم، أو علي المقاهي، و لن يمنعهم البرد من الجلوس حتي في الشوارع، أو الأماكن المفتوحة، لمتابعة اللقاء باهتمام شديد من أجل عيون أبو مكة .
أبو مكة لم يعد مجرد لاعب كرة قدم في الريدز، بل بات ملهمًا ، و قائدًا بمعني الكلمة، بات نموذجًا للاعب الانسان فنال حب و تقدير الجميع، ليس في وطنه مصر فحسب، بل في وطنه الكروي انجلترا، فهناك يعشقونه بسبب مواقفه مع الكبار و الصغار و مع الجمهور و مع الأطفال و المرضي، و أخيرا مع زملائه في الملعب، فعندنا ينال ركلة جزاء هو المتسبب فيها، و هو ينافس علي لقب هداف الدوري الإنجليزي، ثم يقدمها بكل حب لزميله بالفريق فرمينيو ليسجل هاترك، و يتنازل هو عن هدف مهم جدا، فهذا ليس تصرف انسان عادي، فالمشهد في حد ذاته عظيم، و يجسد تطبيقا رائعًا لمعني كلمة الإيثار، و تفضيل الأخر علي نفسه، فهذا يضعه في مكانة مختلفة ليس مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل انسان عظيم، لهذا أحبه الجميع و هذا الحب خلق منه اسطورة ليس في ليفربول فحسب بل في الدوري الإنجليزي كله.
كل هذا سيجعلنا ننتظر صلاح الليلة .. و ننتظر أهدافه، و مهاراته، و سلوكياته، و اخلاقياته، بصراحة و نحن أمام التليفزيون يكون ودنا ألا تترك الكرة صلاح، و ألا تغادره الكاميرا، و ألا يتوقف الفريق كله عن التمرير له، لو تسلم الكرة معه نحلم، و لو مررها لزميل ننتظر أن يعيدها إليه، و لو سددها ننتظرها في الشباك، و لو ضاعت نتألم معه، فقلوبنا معه كلما ظهر، و كلما سجل و كلما مرر ، و كلما ساعد في هدف، .. " صلاح" .. ماذا فعلت بنا؟، لقد تحولت إلي ايقونة للشعب المصري، مصدر للفرحة و البهجة و السعادة، و الليلة ننتظر منك لحظات سعيدة.
صلاح.. نحن فخورون بك يا أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم المصرية.